الغربة الفنيــة
*******************************
قد تكون الهجرة بالنسبة لأي إنسان هي تجربة حقيقية توازي طموحاته وتحقق ذاته علي صعيد التجربة
وهنا سنتحدث عن هجرة الفنان ،،
فعند وصول الفنان الي دولة المهجر وشموله بالرعاية المناسبة سيخرج في معترك الحياة ، ففي الغرب لا أحد يهدي أي فرص بل يجب علي أي إنسان أن يكدح لتحقيق ذلك وعادة يخار الفنان عند تفكيره في الهجرة اللجوء الي إحدي الدول الثرية بالحضارة الفنية لكي يكون بالقرب من منابع المدارس الفنية وثوراتها ومتاهاتها
فهل يفضل الفنان العيش في الفضاء الغربي كنوع من الهروب من الواقع الراهن في موطنه الأصلي مع علمه بانه سيتعرف علي فضاء جديدا وانه سيعيش نوعين من الغربة ،، غربة الغرب و غربة الشرق ، حيث سيواجه ما نسمية بالإسقاط أولا من مصدر نشأته ليتسم عمله الفني بكل التداعيات والمفارقات التي تحدث في وطنه الأم وهو ببلاد الغربة، وبمحاولاته لترجمة هذه التداعيات تشكيليا وفنيا علي أعماله ،،،، سيأتي التركيز علي الجسد والرأس ، ليكون مركزا للإفصاح عن متناقضات الحالات الفكرية والاجتماعية والقيم في عالمه الشرقي ، وتكون الملامح الشرقية هي الحاضر المتفاعل وبالأحرى هي فرس المعركة في جميع أعماله الفنية ينطلق منه ويعود إليه، ويظل في حالة التساؤل عن دورألإنسان في المجتمع الشرقي في ظل هذا النوع من التوتر القائم بين الهوية الفردية والهوية الثقافية للمجتمع الذي ينتمي إليه
التواجد الجسدي في المجتمع الغربي سيكون له دور هام في تفهم العلاقات وخاصة مع الذات ،، هذا الجسد الذي عرف حالات الاغتراب والذي في نفس الوقت يشكل علاقات مع الآخرين ، في مخاطبات تعتمد علي التواجد في فضاء غربي يعتبر المحور المركزي عند بناء مواقف فكرية أوايدولوچية تحت لواء تجاذبات بين الفنان وبين الآخر الغربي ، حيث سيكون التواجد الجسدي في مواجهة مع كثير من المعطيات ( ثقافية ، اجتماعية، فردية، عقائدية ،،،،)
وهنا ستعكس رسالة الفنان نوعين من الاغتراب ما بين الاغتراب الأصلي العرقي و اغترابه الواقعي الحالي في الغرب وكما ذكرنا أن الغربة هي تجربة ذاتية وسيكون الشخص المغترب هو الوحيد الذي يمتلك التعبير عنها لأنة عاش التجربة ، غالبا ما ستحمل أعماله الفنية في طياتها الحنين للوطن وأحلام العودة ولوعات الشوق، وذكريات لحوارات تراچيدية ما بين ذاكرته وجسده ، ذاكرته تجذبه نحو ذاته ونشأته عن طريق الخيال وذاكرة طفولته بما تبقي له من مخزونه الذاتي ، ويشده جسده إلي واقعه الحالي والذي يعيشه بشروط جديدة يحاول الاندماج فيها بقدر ما يستطيع ، وكلما ازدادت المعاناة لديه كلما كانت الذاكرة حاضرة كملاذ مسيطر ، وهنا سينشط الإسقاط ليسيطر علي العمل الفني لدي الفنان، سيترجم كل هذا في إخراج العمل الفني ويحيل هذه آلأحاسيس الكامنة بداخل الفنان إلي أماكن أو أزمنة من مخزونه الذاتي القديم سيكون نتيجة طبيعية لذلك ان الفنان سيبرز هويته الأصلية بشكل تمتزج فيه مشاعره مع أساليب بصرية معاصرة وهنا سيقتنع الفنان أن مصيره قد حسم وأن عليه قبول الأمر الواقع فهو جسديا متواجد علي أرض ليست مسقط رأسه وحقيقته أنه لن ينجح في الانسجام الكامل مع فضاءه الجديد . لكن علية
أن يقنع باختلافه وفرديته في مجتمع ليس مجتمعه وهذه هي ضريبة كل مثقف إن كان فنانا او أديبا أو حتي عالما
وعني فأنا فنان رحال أشعر أنه لدي وطن أم ولدي أكثر من أرض، اعمل في أماكن عديدة وأعرض في بلاد الله وخلق الله
وفي أي مكان في العالم أذهب إليه أحوله إلي مكان آخر اسمه مصــــر
في إحدي لوحاتي وكانت ديبتك أو توأم من لوحتين في تكامل أحدهما جمعت كل حواء من كل الجنسيات معا في حوار مع اللوحة الثانية التي قمت بتجميع
جميع رجال آدم معا ،، وفي لوحة أخري كان لها موضوع عن المناجاة لكي اعبر عن ما يجول في عقولنا
وسؤال في صيغة جواب ،،،، ماذا تعني كلمة غربه ؟؟؟؟؟؟؟؟
في الحقيقة انه لا غربة داخل أي غربة إلا إذا تركنا هذه الفكرة تسيطر علينا
Adam&Eva.jpg مناجاه-soliloque.jpg
لطي ابو سريه
ساهم معنا في نشر الموضوع
المفضلات