يوميات مسافر … مصر … في الاول ... وفي الاخر

مصر بلد عظيم يمتد تاريخه الي عشرات وربما مئات الاف من السنين، حباه الله بكنوز عديدة و وهدايا ثمينة: موقع جغرافي ممتاز وهام يطل علي بحرين، البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط وفي مركز العالم بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. نهر عظيم يمتد بطول البلاد من الجنوب الي الشمال وعلي جانبيه المزارع والحقول الخضراء والمدن والقري المختلفة. سلسلة جبال في الشرق بين النيل والبحر وصحراء واسعة في الغرب. ثروات معدنية عديدة ومنها الذهب والبترول والغاز ومعادن كثيرة متنوعة. حضارة خالدة امتدت الاف السنين وتركت اثارا عظيمة يحج اليها القاصي والداني واضاءت بنورها واشعاعاتها انحاء الكون ومهدت الطريق لحضارات عديدة سارت علي خطاها. نخبة من العلماء متميزة ساهمت في مسيرة البشرية واضافت بما انتجته عقولها من العلم الحديث الي ماورثته البشرية منذ القدم. شعب مضياف عرف عنه في كل مكان كرم الضيافة والاحتفاء بالغريب.

سافرت كثيراً جداً في مصر. اول مرة سافرت من القاهرة، محل ولادتي، كانت مع والدي رحمه الله، كنت طفلاً صغيراً (٤-٥ سنوات) وكان علي والدي انجاز ماءمورية في الاسكندرية، بالضبط في منطقة النزهة وحيث مكثنا يومين هناك. ثم سافرت معه بعد ذلك الي بلدة الاسرة، كفر الاكرم، في قويسنا، وحيث جاء والدي الي القاهرة في سن ١٣ سنة للتعليم (استقبلت يومها بحفاوة بالغة ليس من الاهل فقط بل من الناموس ايضا، الذي اراد ان يتعرف علي الزائر الجديد ويتذوق دمه). ثم سافرت مع خالي الي اسرة والدتي (والدتي، رحمها الله، ولدت ونشاءت في القاهرة)، ساقية المنقدي، في اشمون. في قويسنا واشمون عشت اياماً جميلة مازلت اذكرها واذكر الاهل والاقارب بكل خير. ومرة اخري سافرت الي الاسكندرية مع والدي الي منطقة المعمورة والعجمي ومع اسرة خالي، رحمهم الله، الي منطقة الدخيلة حيث اقارب زوجة خالي وسيدي عبد الرحمن وكامب شيزار، في الانفوشي شممت رائحة السمك. عرفت في ذلك الوقت الريف المصري الجميل الهادئ والحياة الريفية وكيف كان الفلاح ينتج كل مايحتاجه بنفسه من البان وجبن وخبز ولحوم وقد ساعدت في انتاج الجبن من خلال القربة التي كنا نزقها الاف المرات حتي يتحول اللبن الي جبنه كما ساعدت في جني محصول الذرة والبطيخ وكنت انال اجري عبارة عن بطيخة ثمينة احملها بفخر وزهو الي المنزل. وعرفت الاسكندرية كعروس البحر المتوسط وشارع الكورنيش الذي كان نظيفا للغاية والذي يعتبر عريس مدينة الاسكندرية. فيما بعد زرت مع اسرتي قريتنا ومدينة الاسكندرية ولكن الامور قد تغيرت. ويبدو انني في هذه السن الصغيرة غرز في حب السفر والتنقال واكتشفت متعة السفر والترحال ومعرفة الشعوب الاخري وثقافتها واسلوب حياتها واعتقد ان اولادي قد اكتسبوا مني هذه الصفة وهم واسرهم يسافرون كثيراً الي كل بقاع الارض. ويحضرون الي مصر باسرهم بين الحين والاخر.

وبعد ان خرجت من مصر منذ مايقرب من ال٥٠ عاماً، كنت دائما حريصاً علي زيارة مصر مرة واحدة علي الاقل في السنة، مع زوجتي واولادي عندما كانوا صغاراً او بمفردي في بعض الاحيان. زرنا محافظات ومدن عديدة في مصر بدءاً من مرسي مطروح حتي ابو سمبل. زرنا طنطا وشبين الكوم وبرج المنوفية وزرنا الاقصر واسوان وبور سعيد والاسماعيلية والسويس والغردقة وشرم الشيخ وغيرها. كنت واسرتي وصديق مصري واسرته من اول من زاروا طابا بعد عودتها لمصر وتحدثنا طويلاً مع رجال الحدود علي الجانب المصري. ثم منطقة دهب وراس محمد ومزارات اخري في سيناء وحيث كانت بداية النشاط السياحي فيها وكانت الشوارع غير مسفلتة ولكن امكن لسيارتنا المرور الي القاهرة بعد حوالي سبع ساعات . قضينا اياماً جميلة في الجونة وسفاجة وسهل حشيش والقصير ومقادي باي. في راس محمد وجزيرة الجفتون ارتديت لاول مرة زي الغطس والزعانف في قدماي ووضعت النظارة المائية علي عينيه وزقوني في الماء برغم خوفي الشديد ووجدت نفسي ارقد علي بطني علي سطح الماء واري قاع البحر وانواع عديدة من الاسماك والشعب المرجانية وحزنت انني لااجيد العوم جيداً حتي اواصل مشاهدة هذه اللوحات الفنية الرائعة تحت الماء. في الغردقة نزلت وكل اسرتي بالغواصة الي حوالي ٣٥ متراً تحت سطح الماء، علي مااذكر، وجاء الغواصون وبدؤا في تغذية الاسماك ونحن نتابع مايحدث. مازال اولادي يذكرون هذا ورحلاتنا الي مصر وبفرحة يشاهدون الصور والتذكارات لتلك الرحلات وخاصة الي الاهرام وابو الهول وحيثوا اعتلوا ظهور الجمال والحصنة وكذا الرحلة بالباخرة من الاقصر الي اسوان والتوقف في مواني عديدة ومشاهدة الاثار المصرية الخالدة في العديد من المدن بين الاقصر واسوان، ادفو وكوم امبو وغيرها، ومازالوا يذكرون كثيراً من الطرائف والحكايات التي عاشوها اثناء هذه الرحلات ومنها مثلاً اننا اثناء تناول طعام العشاء علي الباخرة اثناء الرحلة من الاقصر الي اسوان انهم بدؤا جلسة نكت علي النمساويين (تماما كما يحكي سكان وجه بحري النكت عن سكان وجه قبلي) وكنا نضحك جميعاً وكان يجلس بجوارنا رجل وزوجته في حوالي ال ٥٠ او اكثر قليلاً وكانوا يضحكوا من النكت التي كان اولادنا يلقوها ثم ساءلناهم من اي بلد انتم وكانت الاجابة من النمسا وقالوا انهم ضحكوا كثيراً علي تلك النكت التي القاها اولادنا الصغار.

وواحدة من الاحداث الجميلة كانت عام ١٩٩٠ وهي رحلة اطفال الصف الثالث الابتدائي، الفصل الدراسي الذي كان ابني عمر فيه، واعمارهم تترواح بين ١١-١٢ سنة مع مدرسي الفصل الي مصر وقضوا اسبوعا جميلاً في القاهرة والاقصر مازالوا يذكروه حتي اليوم بالرغم انهم اصبحوا اباء وامهات. تناولت الصحف الخبر الفريد ولاول مرة في العالم يسافرفصل دراسي بتلاميذ صغار السن بدون اولياء امورهم الي مصر في ذلك الوقت وتناقلته وكالات الانباء المختلفة ولم يتوقف رنين التيلفون في عيادتي، مدرسين ومدرسات يريدون الذهاب بتلاميذهم الي مصر وساعدت بقدر الامكان. واحد من هذه الفصول قضي اسبوعين في الصحراء الغربية بعد ان اصبحت الرحلة اليها مشروع السنة النهائية لنيل الثانوية العامة.

في المنصورة شاهدت دار ابن لقمان، ذات التاريخ الهام وفي بور سعيد شاهدت المنازل الباقية من ايام حفر قناة السويس وفي الاسكندرية شاهدت قصر راءس التين الفخم وقصور اخري داخل المدينة والفنار وقلعة قيتباي وطبعاً معظم الاثار والمتاحف في القاهرة. في الاسماعيلية شاهدت متحف قناة السويس والحجرة الي كان ديليسبس يسكنها وقت حفر القناة. شاهدت شرم الشيخ بعد ان استردت مصر سيناء عندما كان هناك فندق واحد فقط، فندق غزالة،علي مااذكر، ثم زرتها عندما اصبحت مدينة سياحية عالمية من الدرجة الاولي وتمشيت في خليج نعمة باي. وبالباخرة سافرت من اسوان الي ابو سمبل وشاهدت العديد من الاثار المنتشرة علي الطريق وكذا معبد رمسيس الثاني المهيب وكيف تتعامد الشمس علي مدخله كل حين. في اسوان ركبنا الفلوكة الشهيرة في هذه المحافظة وشاهدنا حديقة النباتات الشهيرة والصخور الضخمة في مجري النيل (الكتاركت). علي شواطئ البحر الاحمر شاهدت الجمال والروعة التي تتميز بها هذه الشواطئ وقد اسعدني الحظ وراءيت بعض الدرافيل وهي تقفز فرحاً في الماء.

في فبراير عام ٢٠١٨ تلقيت دعوة كريمة من الدكتور زين الشيخ، صاحب شركة جلوبال اورينت للسياحة، لزيارة محافظة الفيوم مع مجموعة من سفراء دول امريكا الجنوبية في مصر ونخبة من سفراء مصر في هذه الدول اللاتينية (كنت قد زرت مع اسرتي الفيوم وسواقي المياه منذ سنوات عديدة مع اخي وصديقي العزيز كمال جاب الله واسرته وشاهدنا سواقي المياه ومزارع الفواكه والخضروات واستمتعنا باكلة سمك ضخمة ولذيذة علي ضفاف بحيرة قارون).

. محافظة الفيوم هي واحة خضراء تقع علي اطراف الصحراء الغربية علي بعد ٩٠ كم من القاهرة وتجاور محافظات الجيزة وبني سويف. الفيوم تعتبرجوهرة حقيقية نظرا لما تحتويه من اثار ومحميات طبيعية ونهر يوسف وبحيرة قارون ووادي الحيتان. تبلغ مساحة محافظة الفيوم حوالي ٦٠٧٠كم٢ ويبلغ عدد سكانها حوالي ٣ ونصف مليون نسمة متنوعي الثقافات والمجتمع في الفيوم يعرف باءنه مجتمع بدوي ريفي. والفيوم تحتوي علي اثار عمرها ٤٠– ٣٠ مليون سنة قبل الميلاد وذكرها هيرودوت في اخباره عن مصر. وتاريخ الفيوم الحديث يمتد الي حوالي ٤٥٠٠ سنة ق.م. وحيث عاش البشر ونشاءت حضارة رائعة وحيث قام الفرعون سيزوستريس وامينوحوتب الثالث بشق قناة يوسف لربط النيل بالواحة وتنظيم مياه النيل وتوفير المياه وقت الجفاف في ذلك الوقت. الفيوم كانت في القدم مخزن الحبوب في مصر وتعتبر اليوم حديقة الخضروات والفاكهة للقاهرة .

الفيوم تحتوي علي اثار فرعونية ورومانية وقبطية واسلامية وعدد من المحميات الطبيعية التي اعتبرتها هيئة اليونسكو تراث طبيعي عالمي وخاصة منطقة وادي الحيتان لما يحويه من هياكل عظمية لحيوانات بحرية منقرضة منذ العصر الجليدي وحيث كانت مصر ترقد تحت الجليد والمياه. من الاثار الموجودة في الفيوم اذكر: هرم هوارة، بقاية مدينة ماضي، قصر اللابرنت، مقبرة الاميرة نفروبتاح، هرم اللاهون، قصر قارون، دير العزب، ديرالملاك غبريال، مسجد الامير سليمان، مسجد الروبي وغيرها بالاضافة الي عدد كبير من المتاحف المختلفة.

كانت الزيارة ممتعة بكل المقاييس وقد زرنا اماكن عديدة في المحافظة وكان لنا لقاء مع المحافظ الذي حدثنا عن المحافظة والمشاريع الحالية والقادمة. كان لنا زيارة ولقاء مع سيدة سويسرية، رحمها الله، فقد توفيت منذ مدة قصيرة وكانت تعيش في الفيوم منذ اربعين عاما، انشاءت مدرسة ومعملا لصناعة اواني وخزف صيني واقامت معرضا ومحل لبيع ماانتجه الطلاب والطالبات الذين تعلموا في المعمل، من اواني صينية جميلة مزينة برسومات بديعة وقد اشتريت قطعتين كهدايا للاصدقاء في سويسرا. ثم زرنا منطقة الشلالات في محمية الريان في وسط الصحراء، ماء يتدفق من تحت الرمال علي هيئة شلالات كبيرة، وكذا وادي الحيتان والذي يضم هياكل التماسيح التي انقرضت بعد الجفاف كما زرنا عدد من البحيرات في صحراء الفيوم وشاهدنا بعض الكثبان الرملية مثل جبل الدوارة وغيرها.

ولعلي اقول ان المصري المقيم في الخارج يعرف بلده من الخارج اكثر من المصري في الداخل وذلك لعدم الاهتمام وقلة التعليم في هذا الشاءن وشبه انعدام الرحلات المدرسية وعدم تنشيط السياحة الداخلية للمصريين جيداً وفي راءي ان الاهتمام بالسياحة الداخلية امر هام للانتماء وللوعي القومي ولابد ان يتضاعف عشرات بل مئات المرات حتي يعرف المصريين بلدهم والمحافظات المختلفة وقراها والنجوع ومابها من مزارات واثار تاريخية وايضا يتعرفوا الي اهلها واعمالهم وسواء اكانت يدوية او صناعية ويزداد وعيهم ببلدهم ووعيهم السياحي وتقل مانسمعه ونراه عما يحدث احياناً مع السياح الاجانب. وكنت دائماً حريصا علي ان اصحب الاصدقاء السويسرين وعائلاتهم الي مصر واريهم جمال وروعة الحضارة المصرية القديمة والشواطئ الخلابة وكرم الضيافة والكثير منهم كان يذهب بعد ذلك مع اسرته عدة مرات الي مزارات ومدن مختلفة في مصر.

واختتم هذه المقالة العشرين والجزء الرابع الذي خصصته ليوميات مسافر هو ماقاله الدكتور حسين مؤنس، رحمه الله، الاستاذ السابق بجامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية. يقول الدكتور حسين مؤنس في كتابه "مصر ورسالتها":

"مصر ام الدنيا……..في البدء كانت مصر .. قبل الزمان ولدت، وقبل التاريخ، هنا بدء كل شئ: الزراعة، والعمارة، والكتابة، والهندسة، والقانون، والنظام، والحكومة …. وهنا، وقبل كل شئ ولد الضمير. هكذا قال جيمس هنري بريستد في كتاب جليل عن مصر عنوانه: فجر الضمير The Dawn of History والضمير هو ذلك الوازع الداخلي في كيان الانسان الذي ينبهه الي الخير ويحذره من الخطاء ويحاسبه علي مايتعارف من اخطاء حسابا داخليا صامتا ولكنه الم للانسان من كل عقاب. وعلي اساس الضمير ظهرت الديانة المصرية القديمة … وكان المصري القديم اول من تنبه بالفطرة الي حقيقة البعث والحساب.

من حيوان يجري في الاحراش لينجو من خطر، او ليفترس، او لياءكل، او ليبحث عن انثي … تحول الي انسان يفكر ويتاءمل ويرسم ويكتب ويحاسب نفسه. …… مع حساب النفس نشاءت الالهة لتقوم بالحساب وتنصب الميزان … خارج دنيا الارض نشاءت دنيا السماء، وقام الدين والاخلاق، والخير والشر. الملائكة والشياطين ولدوا جميعا هنا، ومن عندنا خرجوا الي الدنيا.
وفي قلب المصري القديم، وفي بيته وفي مدينته وفي حقله، في ارضه وسمائه وجدت "معات"، رمز الضمير والاحساس الانساني والقانون الاخلاقي. "معات" هي مانسميه اليوم بالمروءة، المروءة بمعني الانسانية والحب والخير والعدالة والفضيلة. هذه كلها اكتشفها المصري القديم وهو يعمل في حقله وينظر الي السماء الزرقاء، ويستعطف الشمس الحامية، ويعانق النبات الاخضر الطالع" (حسين مؤنس).

القراء الكرام … هذه هي المقالة العشرين والاخيرة في الجزء االرابع من رحلة البحث عن الحقيقة، سطرت فيها باختصار كبير بعض من رحلاتي التي امتدت الي قارات مختلفة وبلاد وجزر عديدة، تعرفت فيها علي شعوب مختلفة وثقافات متباينة وتراث وعادات وتقاليد تبدو متشابهه احيانا ومختلفة في احيان اخري. كوكبنا الجميل ملئ بالاسرار والالغاز وهناك الالاف من الاثار والمخطوطات والتي يكتشفها العلماء والخبراء كل يوم والقليل منها يتمكنوا من فك شفرتها ولكن يظل الكثير منها يحتفظ باسراره والغازه ومنها علي سيبل المثال العديد من المباني الدينية والمعابد والقصور والتي انشاءت منذ الاف السنين بغرض العبادة والسكن والبحث عن الحقيقة، والحقيقة ان الحضارة المصرية القديمة كانت لها بصمات اصابع وادوار هامة في كل قارات العالم، اكبر واشمل واعمق واهم بكثير مما نعرف حتي الان (ولكن هذا موضوع اخر). تعلمت الكثير في رحلاتي واري ان الانسان اي انسان، الذي كرمه الله بان جعله احسن الخلق وجعله خليفة علي الارض، جدير بالحب والاحترام والتقدير مهما كان ذكرا او انثي، غنيا او فقيرا، صحي او مريض ومهما كان لون بشرته ودينه وعقيدته وتقاليده وثقافته وانتماؤه السياسي ، فالكل يبحث عن الحقيقة، حقيقة هذا الكون الذي نعيش فيه ومليارات الكواكب والنجوم وملايين المخلوقات في البر والبحر والجو، كل يبحث علي طريقته ... اهتموا بالعلم واغرسوا حب القراءة والعلم والبحث والاستقصاء في اولادكم وبناتكم، فبلعلم تقدم قدماء المصريين وسادوا الدنيا. ويسعدني ان اتلقي ارائكم وتعليقاتكم واقترحاتكم وكذا نقدكم … ونلتقي قريباً في الجزء الخامس باذن الله


ساهم معنا في نشر الموضوع