«`حِـوَارْ مَـعَ المَـاضِـيْ`»
ترجَّـل (الماضي) عن فرسِهِ مُستلاًّ السيف من غمده
يقاتل مُدافِعاً عن صفحات كتابِهِ التي تحكي بطولة
شعب عاش بين سطوره ..
إذا نظرتَ في وجه (الماضي) ترى فيه رجلاً عربياً
أسمر ذا شعر ولحية سوداوين ..
ترى حبّات الرمل تتراقص من حوله ، تداعبه ..
وأما في عينيه فترى فيهما السماء ..
وقد ازدانت بنجومها ..
نعم يا سادة هذا هو (الماضي) .. ابن الصحراء ..
تقدَّم (الماضي) نحو فتى كانت تبدو عليه علامات
اليأس والحزن فقال له :
ما بالك يا غلام ؟
فأجاب يا سيدي :
يا من ضممتُ فيك الأمجاد ..
وجئتَ لنا بأخبار الأقوام ..
وجلبتَ لنا ما كان يقال ويفعل مع نبي آخر الزمان ..
جئتكَ لعلك تسدي النصيحة لفتى أثقل بالعار ..
وأصبح شيخاً مُثقلاً بالهموم ..
مشكلتي أنني جئتك طالباً العون من أقوام
باعوا دينهم بدنياهم ..
سهلٌ عليهم دماء الشهداء والأبرياء ..
في عصري انتُهكَتِ الحُرمات
بعد أن بذل أبطال عصرك جُهداً لِعودَتِها ..
يا سيدي الكريم :
أسمعُ صرخات الأطفال الأيتام ..
والأمهات الثكالى ..
وأنا لا أستطيع المساعدة ..
فقال الماضي متعجباً :
ولماذا ؟!
الفتى :
لأني مُكبَّـلٌ بـسلاسلَ مِن حديد ..
عمَّ الصمت أرجاء المكان ..
بعدها تابع الفتي مُكمِلاً كلامه :
فقد مُزقت إرباً إرباً ..
عقلي مشتَّت ..
فِكري مُهدّد ..
ما عُدتُ أرى سِوى الدماء ..
والعار على صفحات كتابي ..
فماذا أفعل ؟
أنجدني ..!
فقال الماضي بصوتٍ كان يُعبِّر عن شدَّةِ غضبهِ :
ماذا فعلَ شعبُك ؟
قد أضاعوا جهد سنين من العطاء
نُثر تعب الأبطال ..
وذهب مع أدراج الرياح ..
من جديد كان الصمت سيد المكان والزمان ..
ويا للفتى المسكين انفطرَ قلبه من شدة
الحزن والأسى ..
يرى أمته تتداعى ..
وصفحاتهُ تتمزق ..
ويُكتبُ عليها بالدم والعار ..
كيف يساعد؟
وقد كبَّلتهُ تلك السلاسل المصنوعة من :
"اللامبالاة والأنانية" ..
شعرَ (الماضي) بالأسى على هذا الفتى ..
فحدَّثهُ قائلاً له :
اسمع ..!
إن السبب الحقيقي الذي جعل أمتك هكذا هو :
بعدها عن حبل اللَّه ..
وتمسُّكُها بحبال أخرى ..!
والسبيل الوحيد لذلك هو صحوتها ..
وعودتها إلى اللَّه ..
حينها تكسر القيود التي تحيط بك ..
وفي تلك اللحظة ..
إستـَلَّ الماضي سيفهُ ..
سَحَبَهُ كما يسحب الأسد مِن عرينه ..
كَتبَ على السيف كلمات كانت بمثابة قنديل يُضيء
للفتى طريقهُ المُظلم وهي :
|[ لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه ]|
منقول
ساهم معنا في نشر الموضوع
المفضلات