صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: ما هو الزمن؟

  1. #1
    سفير اتحاد الكتاب والمثقفين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    رقم العضوية
    72
    المشاركات
    2,058

    ما هو الزمن؟

    ما هو الزمن؟

    توجهت بهذا السؤال إلى شيخ مسن، اشتعل رأسه شيباً
    وتركت هموم الحياة أثراً على هيئة تجاعيد وانحناءات في شعره،
    فأجاب:
    "الزمن هو سداة نسيج الحياة ولحمته؛
    فانصحْ حديثي السن
    وذوي المظهر الحسن
    والمولعين بالمتع والمباهج
    كي يحسنوا النسج ويتقنوا الحَبك."

    وسألت قدامى الراحلين المبجلين:
    الحكماء الذين دوّنوا مأثوراتهم
    والمجاهدين الذين خطّوا بدمائهم مآثرهم،
    فتناهت إلى سمعي همهمات غائرة من أضرحة باردة:
    "الزمن هو ناثر البذور التي نحصد غلّتها في مستقرنا ها هنا."

    توجهت بنفس السؤال إلى آثم محتضر
    فأجاب قبل أن ينضب ماء الحياة من عروقه:
    "الزمن، واحسرتاه! هو الكنز الذي أضعته."
    وما أن نطق بهذه الكلمات حتى خمدت أنفاسه.

    ثم سألت الشمس الذهبية والكرات السماوية الفضية
    التي تحدد الأيام والسنين، فأجابت:
    "الزمن هو التماعةُ شهاب"
    ونصحتني بالتحضير للأبدية.

    وسألت الفصول في دوراتها السنوية
    التي تجمّل الأرض أو تنزع عنها الرونق والرواء
    فأجابت بحكمة هي عين البصيرة:
    "الزمن هو غفلة المغفلين وغنيمة الواعين!"

    طرحت السؤال على روح ضالة ضائعة
    فأجابت بصرخة حادة اخترقت روحي
    لدرجة أنني أرتعد وأنا أعيد الآن ما طرق سمعي:
    "الزمن ليس سوى ذَرة، هباة، شيء دقيق ومتناهي الصغر
    من سنين لا تحصى
    وديمومة لا انتهاء لها!"

    سعيت للحصول على جواب من أشياء جامدة،
    سألت ساعتي فأجابتني:
    "الزمن هو موسم جميل للعيش كما يجب...
    هو الدرب إلى مجد مقيم أو إلى نار الجحيم."

    ثم سألت الأب الأكبر، الزمن نفسه
    لكنه اجتازني بسرعة فائقة
    إذ كانت المركبة التي يستقلها سحابة عابرة
    وهواء يدق عن البصر
    أما أحصنته الصامتة
    فلم تترك وراءها من أثر.

    أخيراً سألت الملاك الجبار الذي سيضع قدماً فوق البحر
    وأخرى فوق اليابسة، فأجاب بصوت عظيم:
    " لقد انزاح الغموض أيها الإنسان!
    فالزمن كان
    والزمن كائن
    لكنه لن يكون!"


    William Marsden
    1754-1836
    ترجمة: محمود عباس مسعود
    ملاحظة: أليس من المستغرب أن يقوم أحدهم بنشر هذه القطعة دون ذكر لإسم الشاعر أو المترجم؟! هذا هو الرابط، وهذا غيض من فيض مما حدث ويحدث.
    http://www.school-of-languages.net/e...t906/?langid=2


    ساهم معنا في نشر الموضوع

    التعديل الأخير تم بواسطة محمود عباس مسعود ; 09-18-2011 الساعة 02:46 PM

  2. #2
    رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب الصورة الرمزية محمد حسن كامل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    فرنسا
    دولة الإقامة
    فرنسا
    رقم العضوية
    001
    المشاركات
    3,427

    الأديب والمترجم والفليسوف العبقري

    (( محمود عباس مسعود ))

    وقفت على شاطئ هذا الإبداع الذي تمنيت أن تتوقف آلة الزمن معي للتمتع بما ينفع , ولكن آلة الزمن صرخت في وجهي ولم تعبأ بي.....!!!

    وقالت :

    (( من أنت أيها الإنسان.....؟ حتى يتوقف لك الزمان ....؟ ))

    كل شئ يُطوى في صحف الزمن ....حرف أسم فعل مبتدأ خبر يتلوه خبر وراء خبر حتى ينقطع الاثر.....!!!

    قلت الزمن عملة لها وجهان وكلاهما نسبي :

    الاول كلما تعلمت طال عمرك.....وعمرك بحجم علمك ومعرفتك......فبحثت عن علمي وفكري فلم أجد.....فضاع نصف عمري .

    والثاني خطوط متعرجة بسطت سلطانها على الوجه تعكس آنات روح سجينة في هذا الجسد الهزيل الذي صرعته مرارة

    التجارب في الحياة ففقدت النصف الآخر......!!!

    والزمن نسبي في رأي أينشتاين , بل كلا منا له زمن خاص دون غيره من البشر.

    أسافر في زمن الزنابق غير زمن الآقاحي , وزمن المجرة غير زمن الهاتف والمسرة .....!!!

    وفي الأثر وبين قطرات المطر عثر عقلي على ماعثر:

    مفهوم الزمان:

    الزمن:- تصّور ينشأ لدى الإنسان من ملاحظته للتغيّرات في الأشياء سواء كانت حركيّة أو كيفية أنظر إلى قوله تعالى

    (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءًوَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَالسِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ

    لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
    ) سورة يونس

    فعلم عدد السنين لا يكون إلا بحركة القمر, هذه الحركة أعطت الإنسان مفهوم الزمن لأن الزمن ُيتصور من التغيّرات الطارئة

    على الأشياء وهو الانفعال الذهني للمادة وهذا يلحظ بسهولة إذا ما قارنت إحساسك بالزمن وأنت في امتحان أو وأنت تنتظر

    أمرا هام بالنسبة لك وأيضا نلاحظ أن النائم لا ينفعل للمادة، فتجده لا يشعر بالزمن.

    الفرق بين الزمن و الوقت :


    الوقت : الله تعالى جعل وخلق الشمس والقمر بحسبان أي لحساب الأوقات بالتوقيت القمري والتوقيت الشمسي فالله

    سبحانه خلقهما لأجل المواقيت والتوقيت والوقت.

    الزمن: تختلف عن الوقت فحديث النبي عليه أفضل يقول فيه (لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله)

    فالزمن يعني الدهر والوقت جزء من الدهر

    قال تعالى :

    ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا(1) ) سورة الإنسان

    فحياة الإنسان هي جزءا من الدهر.

    الزمن فيزيائيا:


    هو البعد الرابع الذي لا يستقيم به تغير في المادة إلا به، والأبعاد الأخرى هي الاتجاهات. فأي شيء يحدد بالأبعاد الثلاثة

    (الارتفاع، والطول والعرض) وبعد الزمن فيحدد موقع الأرض مثلا في أي لحظة بالنسبة لغيرها بهذه الأبعاد.فالزمن كالطول من

    حيث أن كلاهما أبعاد، ولكل مقياسه. ووحدة قياس الطول هي المتر أو أي مقياس متعارف عليه. ووحدة قياس الزمن هي

    الثانية.

    تأثير الزمن على الحضارات :


    أن الزمن يعطي أهمية بالغة للأشياء في حياة البشرية فالبارود مثلا من الأمور التي كانت أهميتها في وقت معين ثم أصبح

    امتلاكها أمرا عاديا في الوقت الحالي فقد أحدث استعمال الأسلحة النارية انقلاباً في العالم الإسلامي ففي حوالي عام

    1230م بدأ باستعمال ملح البارود . وفي عام 1324م استعملت المدافع البدائية والتي كان لها دور حاسم في احتلال

    العثمانيين لمدينة القسطنطينية عام 1453م . وبهذا فإن الزمان هو عنصرا وعاملا مهما في تطوير الحضارات.

    الزمن عند الفلاسفة

    هل يمكن تعريف الزمن؟

    إنه يستحيل تعريف الزمن في أبعاده الثلاثة: الماضي، الحاضر، و المستقبل، لأن الماضي وهو ما لم يعد له وجود، و

    المستقبل ما لم يحصل بعد، و لا يبقى من الناحية المنطقية إلا الحاضر، و هو ليس الوقت كله. يقول القديس “أوغستين” إن

    الزمن هو أكثر من الشيء، فهو بعد الوعي الذي يتوجه انطلاقا من الحاضر نحو المستقبل في الانتظار، و نحو الماضي في

    التذكر، و نحو الحاضر في الانتباه.


    ما الذي يظهر “إدموند هوسل” كيف أن الوعي لا يمكن أن ينفصل عن الزمن. إذا نظرت إلى داخل ذاتي، لن أجد أشياء محددة

    الهوية مسبقا، لكن أجد تتال من الإدراكات لا علاقة بينها(الحار، البارد، الصلب و الطري…) أن الوعي بالزمن هو الذي يسمح

    لي بوضع هويتي: الوعي بالزمن يوضح لي من خلال تتالي هذه الإدراكات، أن الذي يتغير ليس أنا و إنما يعبر عن مرور الزمن.

    فهويتي إذن هي الزمن.

    خاصة و أن الادراك يعني أن وعيي هو الذي يركب بين مختلف اللحظات الإدراكية: أدرك كرسيا أنه كرسي بالتركيب بين مختلف

    الإدراكات الحسية الجزئية، و هذا التركيب يعود إلى الزمن: يعود الوعي في الزمن إلى نفسه و إلى العالم الخارجي.


    إن لم يكن الزمن شيئا، فماذا يكون؟


    يرى (( كانت )) أن الزمن ليس حدسا، و لا مفهوما، و إنما هو قالب كل إدركاتنا: هذا ما يفسر أن الزمن هو في كل مكان، و لا

    يمكن لاإدراك خرج الزمن. و لا يمكن أن ندرك الأشياء إلا في إطار الزمان و المكان. و ما دامت أطرا ضرورية للإدراك فهي لا يمكن

    أن تكون مستفادة من الإدراك. .

    ما هو تصور “برقسون”؟


    لا وجود للماضي و لا للمستقبل: ليس الوقت إلا هذا اشعور بالتعاقب لهذه اللحظات الآنية. و أن ذكاءنا هو الذي يفهم الوقت

    انطلاقا من اللحظة الآنية، يربطه بالمكان لأن الآنية ليست من طبيعة الزمن، و إنما من طبيعة المكان. و في مقابل هذا الزمن

    الفيزيائي هناك الزمن النفسي ,,الديمومة,, . و في الديمومة من حيث هي الزمن الذي نحياه و نشعر به، و حين لا نبحث

    فيه. لا يتصف بالآنية و لإنما يختلط فيه الحاضر بالمستقبل و الماضي. فهذه الأزمنة الثلاثة لا تتالى و إنما و إنما هناك زمن

    واحد يختلط فيه كل من الحاضر، المستقبل و الماضي. الديمومة ليست آنية، هي متصلة، لأن الشعور في حاضره غير منفصل

    عن ماضيه و مقبل في نفس الوقت على المستقبل. كما أنها ليست قابلة للقياس و متجانسة، هذا هو الزمن قبل أن يتصرف

    فيه ذكاؤنا و يفككه إلى لحظات متمايزة.


    ما هو وجودنا بالنسبة إلى الزمن؟


    إن الزمن قد يوقظ فينا الضمير: إذ التأسف على الماضي دليل عجزي في محو أخطائي، لأن الزمن لا يعود، مثلما أتوجس قلقا

    من المستقبل فإني أحمل أثقال الماضي. لأن حاضري مقبل على الولوج في الماضي و حينها لن يكون لي أي سلطان عليه،

    هذا الذي يجعلني اعتني بحياتي. يقول “هايدقر” أن كون الإنسان يقذفه الزمن باستمرار هو ما جعله الوحيد ممن يقال عنه

    أنه موجود. فالوجود لا يعني الخضوع للزمن و إنما أن يقذفك الزمن دوما نحو المستقبل، و نحو الممكن، و يكون عليك الاختيار و

    تبرير الاختيار، هذا هو القلق.

    هل الوقت يجعل من الموت خط الأفق؟


    لو كان الإنسان يجهل حتمية الموت، و لو أنه غير متيقن بأنه لن يكون لديه كل الوقت، لما قلق الإنسان على حياته. إذن لم

    يتولد الموت عن الزمن، و إنما الزمن هو الذي تولد عن النوت، يقول “هيدقر”. فأنا لا أموت لأنني كائن زمني و خاضه لقوانين

    الزمن، و إنما من دون تيقني بالموت لن يكون هناك قلق على حياتي. بما أن لا أحد ينوب بموته عني، و لا أحد قادر على أن

    يحيا لي حياتي: فالموت هو الذي يجعل حياتنا فريدة

    من خارج جدار الزمن أسطر تلك الحروف عبر اللازمن ....!!!


    رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
    سفير في فيدرالية السلام العالمي التابعة للامم المتحدة
    قناة الكاتب والمفكر محمد حسن كامل
    https://www.youtube.com/user/safirelsalam
    https://www.facebook.com/mhsnkaml
    للمزيد ابحث عني في جوجل تجد حرفي وأسمي ورسمي ووسمي
    اكتب على جوجل فقط المفكر الموسوعي العالمي

  3. #3
    سفير اتحاد الكتاب والمثقفين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    رقم العضوية
    72
    المشاركات
    2,058
    الأستاذ الكبير والمفكر الألمعي
    الدكتور محمد حسن كامل
    مرحباً بإطلالتك البهية
    وشكراً على هذه الإفاضة السخية
    من تعريفات دقيقة وغوص إلى أعماق سحيقة
    لاستخراج هذه الجواهر الثمينة
    التي أتحفتنا بها
    خالص مودتي وعميق تقديري
    أيها العلاّمة المتبحر
    والعلامة البارزة والمميزة
    على دروب المعرفة والإبداع



  4. #4
    عبير
    زائر








    وبدوري وقفت على شاطئ

    المعرفة والإبداع

    لاقتنص لنفسي من علمكما المتاح للعيان

    ما بين فليسوفنا الكبير



    محمود عباس مسعود


    الذي دوما يتحفنا برحابه بكنوز لا تعد ولا تحصى

    بأسلوبه الرائع النادر ,لدرجة يصعب علي حفظ

    ما يكتب لرهافة احساسه وروعة مفرداته


    وما بين فلسفة مفكرنا العالمي



    دكتور محمد حسن كامل



    العلاّمة المميز

    المسافر بشرايين الحياة بعبقرية قل نظيرها

    ليخترق الزمن المادي

    علوا للزمن الروحي برحلته السرمدية..

    حقا أقول لم يشهد عصرنا على مبدعين أمثالكم

    وهنيئا لكل من يقرأ لكما

    دامت كنوز عطاءكم لا تنضب , ومعكم توقف لدي الزمان..


    دمتم منارة للعلم والمعرفة


    ومع العبدة الفقيرة بينكما أضع التالي :

    مفهوم الزمن عند الانسان



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعلم الوعى

    مفهوم الزمن عند الانسان




    لا مفر لأي عالم يريد أن يقدم شيئا متميزا في الفيزياء من أن يصطدم بجدار يجده في طريقه مكتوب عليه سؤال 'ما هو الزمن '، ولعل الذين ارسوا دعائم الفيزياء التقليدية غاليلي أولا ثم لايبنز ونيوتن قد اجابوا عن هذا السؤال بأن اكتفوا في تطبيقاتهم العملية بالتعامل مع الزمن الميقاتي المعهود الذي عهده عامة القوم، غير أن نيوتن وجد ما توصل إليه بياجيه في حقل الرياضيات وعلم النفس بأن السرعة هي الأساس وما الزمن إلا كائن مشتق من السرعة، فقد توصل بياجيه إلى أن العقل الإنساني في طور النمو وفي مرحلة الطفولة المبكرة يدرك التعاقب ويدرك بالتالي السرعة أكثر من إدراكه للزمن بشكل مستقل، أما آينشتاين فقد اعتبر أن سرعة الضوء هي المقياس الذي يمكن اعتماده لقوانين الفيزياء النووية، والحقيقة أن الفيزياء ما بعد الكوانتية وأعني بها الفيزياء التي تتبنى نظرية الوتر قد اقتربت لفهم الظواهر الفيزيائية ما دون الذرية من الفلسفة المحضة أو الفلسفة اﻟﻤﺠردة







    أم العلوم صرح علماء الفيزياء الحديثة أنهم في بحوثهم حول الظواهر ما دون الذرية قد ولجوا باب الفلسفة، وأنهم أصبحوا مضطرين إلى التعامل مع الظواهر المادية - الطاقية على أنها ظواهر لا يمكن لهم أن يقرأوها إلا بمساعدة طريقة التفكير الفلسفية، والحال أن الفلسفة منذ كانت في المهد قررت انه لا مناص لفهم الظواهر الفيزيائية والميتافيزيائية إلا من خلال الخروج من الزمن الأرضي ومقتضياته والولوج إلى باب المعنى، لذلك كانت مفرداتهم الأساسية هي الوجود والماهية والسببية. وفي هذا الفلك ما يلاحظه الملاحظون أن الفلسفة قد ارتفعت منذ نعومة أظفارها فوق ذلك الجدار الذي استهللنا المقالة به، حتى انهم لم يلحظوا ذلك المكتوب وتركته للأرضيين من الناس!.


    الصوفيون هناك صنف آخر من الحيوانات المعرفية قد ارتفعوا فوق هذا الجدار غير أنهم لم يرتفعوا مثل الفلاسفة دفعة واحدة فوقه، لكنهم صعدوا بالتدريج إلى أن انحلوا في المطلق والسرمدي وفي تلك اللحظة تلاشى تماما الجدار وما كتب عليه، الأمر أن الصوفيين ومن سلك مسلكهم قد عاشوا في اللازمن غير أنهم اتبعوا طريق التجربة أي أنهم وضعوا أنفسهم داخل التجربة ولم يكتفوا شأن الفلاسفة بأن يدخلوا التجربة بعقلهم الواعي فقط. وقد وصف الفلاسفة والصوفيون على السواء لردح طويل من الزمن بأنهم لا يمتون الى الواقع بصلة، وبأنهم ظاهرة محيرة، وقد وقف العلم ولا سيما العلم الوضعي والتجريبي البراغماتيموقف المستهزئ من التجريدات الفارغة التي ينتهجها أتباع الفلسفة وأتباع الصوفية، والحقيقة أن هؤلاء العلماء كانوا لا يلتفتون إلى كل من هذين الفريقين إلا عندما تثمر أشجارهم قوانين رياضية كقوانين الخوارزمي وعمر الخيام، وديكارت أو قوانين فيزيائية أو تطبيقات طبية. الزمن والطفولة المبكرة ما نلاحظه أن العلم كلما تقدم أكثر عبر عن مكنونه الفلسفي ودلل على الجذر الذي خرج منه، فالبحوث التجريبية الحديثة في علم النفس قد بينت بلا مجال للشك أن الزمن بالنسبة للإنسان ما هو إلا لحظة من لحظات الوعي، فالطفل في مرحلة الرحم وفي طفولته المبكرة غير مدرك تماما للزمن فضلا عن إدراكه لمفهوم الزمن، والحال أن إدراك الزمن يظهر وينمو مع ظهور ونمو الوعي أو ما يدعى الآن بالعقل الواعي،ولكن لو تساءلنا ما هو الزمن بالنسبة للطفل في مرحلة الرحم أو الطفولة المبكرة؟ علينا للإجابة عن هذا السؤال أن نحاول أن نفكر دون وعينا، ومن داخل الحالة. لأن الحالة التي نتكلم عنها خارجة عن دائرة الوعي. الحقيقة اننا في هذه الحالة لن نستطيع أن نتصور الزمن على الإطلاق. ولكننا فقط نستطيع حدسه، حيث يبدو لنا أنه السرمدي الممتد، المطلق، الخلود، اللامنتهي.



    الزمن والوعي الإنساني البدائي ما ندركه عند تأملنا الزمن في مرحلة الرحم والطفولة المبكرة ندركه أيضا في الوعي الإنساني البدئي أي المرحلة التي مر فيها الوعي الإنساني البدائي ما قبل نشوء التقويمات، فإن نظرنا وسألنا أنفسنا كيف كان إحساس الرجل 'النيادرتالي' أو الجماعات الإنسانية قبل نشوء التقويم الفرعوني أو السامري أو الميلادي أو اليوناني أو الهجري؟ في مرحلة لم يكن هناك معنى للسنة أو الشهر أو الأسبوع أو اليوم أو الساعة والدقيقة والثانية، الحال أننا نلاحظ ما لاحظناه في الطفل طور الرحم أو الطفولة المبكرة حيث ان الوعي غير المكتمل لا يدرك الزمن. ومنه فإن الأقوام البدائية كانت غائرة في السرمدي غير متمايزة عن الطبيعة وعن اللحظة وهي من المؤكد لا تعرف من الزمن سوى التتابع في الحركة الأسطورة والزمن الممتد إن الميثولوجيا تزودنا بمعرفة مهمة عن كيفية تعامل العقل الإنساني مع الزمن، والحقيقة أن الأساطير السامرية والبابلية تزودنا بمعطيات مهمة جدا عن طفولة العقل الإنساني ليس فيما يختص بالزمن فقط ولكن بمجمل مكونات طفولة العقل. ما نلاحظه في الأساطير أن الأعمار التي كانت للشخوص ممتدة ومتمايزة على خلاف ما نراه في وقتنا الحاضر، حيث نرى



    الكثير من الأشخاص يعمرون مئات السنين (في قياسنا الحالي) وآخرين يعيشون أجيالا متلاحقة، والأمر أن الزمن في ذلك الوقت لم يكن زمنا ميقاتيا لكنه زمن نفسي بكامل المعنى، والزمن النفسي الذي لم يدخل دائرة الوعي بعد يكون غير ميقاتي على الإطلاق ولكنه زمن يأخذ استطالته أو صغره تبعا للراحة النفسية والضيق النفسي. ولكننا لو تساءلنا مجددا لماذا تعتبر الأوقات السعيدة في المقياس النفسي صغيرة والأوقات السيئة طويلة؟ وبشكل أكثر دقة ما هو الشيء الذي يجعل الزمن النفسي قصيرا لحظة السعادة والشيء الذي يجعل الزمن طويلا لحظة التعاسة؟ ثم ما الفارق الجوهري بين هاتين اللحظتين؟ أسئلة قد تقودنا إلى الولوج إلى مفهوم الزمن في العصور البدائية عصر الأسطورة وما قبلها.



    لزمن والنوم لعل أن أكبر مثال يمكن أن يوضح للقارئ العزيز اقتران الزمن بالوعي هو حالة النوم، فعندما ينام الإنسان يغفو معه الوعي ومهام الوعي، ولا يبقى غير العقل الباطن ذلك العقل الذي خرج من أحشائه العقل الواعي عبر تطور الجنس البشري، وعبر تطور الإنسان الفرد من الطفولة إلى الرشد، والأمر أننا في حالة النوم يختفي لدينا الزمن لينعدم أو ليتحول إلى امتداد مطلق، وما الأحلام التي تتبدى لنا في النوم إلا تدليل صارخ على ذوبان وتلاشي الزمن الميقاتي، فترانا نحلم بحلم أوله ينتمي إلى المستقبل ووسطه إلى الطفولة ونهايته في زمان ومكان لا نعرفهما أبدا. إن حالة انعدام الزمن لحظة النوم مشابهة إلى حد بعيد لحظة انعدام الزمن في كل من الطفل مرحلة الرحم والطفولة المبكرة من جهة ومن جهة أخرى لحظة انعدام الزمن في الطفولة الإنسانية في الأزمنة الأسطورية، والحال، لو استطاع الطفل أن ينطق بما يشاهده ويصفه لنا لوجدنا ان ما يتلفظ به يشابه كل الشبه الأساطير القديمة بما تحتويه من قصص خيالية، ولشابه من جهة أخرى الأحلام المتشابكة التي تختلط فيها الأزمنة والأمكنة بشكل كبير.



    .زمن والخيال إن أحلام اليقظة، وما يتمخض عنها الخيال الإنساني في الأيام العادية هو أيضا بشكل من الأشكال خروج عن الزمن الميقاتي ودخول في الزمن السرمدي، ولعل أن الكثير من الأفكار المبدعة لا مجال لنا من إدراكها دون أن نفعل ملكة الخيال لدينا على أن تقترن بالحس السليم الذي أساسه الصدق. إن الرياضات الروحية أو رياضة النفس 'اليوغا' مبنية بشكل جوهري على الخروج من الزمن الواقعي.











    ومعكم عبرت خطوط الزمن ,محلقة بسماء إبداعكم..!!




    مودتي مع فائق التقدير والإحترام

















    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 03-16-2012 الساعة 08:41 AM

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    193
    نص ممتع يعكس حكمة فيلسوفة ، فإذا دققنا النظر والفكر في هذا النص الرائع سيحيلنا سياقه الحكيم الرصين إلى حديث رسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام " نعمتان مغبون فيهما ابن آدم الصحة والفراغ " وكلاهما يحيل إلى الآخر فالصحة تاج على رؤس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى ، والصحة في مطلقها مقرونة بالزمن والزمن في مطلقه مقرون بالصحة ولا طعم للزمن دون صحة والعكس صحيح ، ولا طعم للحياة دون الإحساس بقيمة الزمن لدى المسلم تحديدا لأن الزمن لديه مقسم إلى أزمنة عبادية على مدار اليوم والليلة ، وأرقى الأزمنة لدى المسلم على الإطلاق الزمن القيمي العبادي فمن يتأمل شعائر الإسلام كالصلاة والزكاة والصوم والحج يجدها مرتبطة بالزمن بل لصيقة به أيما التصاق، فالشعور بقيمة الزمن تجعل الفرد المؤمن منا قريبا من ربه وعلى قدر إيمان الواحد منا بربه يكون تلاحم ذواتنا بأزمنتنا العبادية التي تعتبر خير الأزمنة على الإطلاق
    فهذه القيمة من خلال هذا الطرح الرائع تعكس المدى السيء الذي يعكس ارتباطنا القلق اللامتزن بالزمن ، أين أمسى الفرد المسلم يهدر هذه القيمة ويصرفها عبثا ودون جدوى أين أصبح مصطلحنا العامي المتمثل في ((( قتل الوقت ))) علامة مسجلة للتسيير السيئ والإدارة الرديئة لمثل هذه القيمة السامية ، فأين نحن من الحديث النبوي الشريف ((( نعمتان مغبون فيهما ابن آدم الصحة والفراغ ))) ، أين تتجلى من ثنايا هذا النص النبوي الشريف الخالد قيمة الوقت أو بالأحرى القيمة السامية الخالدة المبثوثة في معنى (((الزمن القيمي العبادي))) الذي أشار إليه البحاثة الجزائري عبدالرحمن عزي حينما تعرض لهذا المفهوم الخالد في نظريته السوسيولوجية الاتصالية ((( نظرية الحتمية القيمية ))) التي تعاكس نظرية الباحث السوسيولوجي الكندي مارشال ماكلوهان الموسومة (((نظرية الحتمية التكنولوجية ))) ، أين أثبت البحاثة الجزائري من خلال استقراء تاريخ الزمن بأن الزمن العبادي يعتبر أفضل الأزمنة القيمية على الإطلاق .


    نص في المستوى الترجمي المحتذى أيهذا الحكيم الفيلسوف .... تحياتي أستاذنا الفاضل محمود عباس مسعود


    التعديل الأخير تم بواسطة عادل سلطاني ; 03-16-2012 الساعة 04:21 PM

  6. #6
    طلعت محمود
    زائر
    الأستاذ الحكيم محمود عباس مسعود
    إن إجابة هذا السؤال تختلف من إنسان لاخر حسب رؤيته وثقافته هل هي دينيه أو علميه أو فلسفيه أو حتى خبرته بالحياة و الزمن هو عمر الشئ منذ ولادته أو تكوينه حتى موته أو نهايته بل يتعدى هذا التعريف
    يكون من بدايه الكون حتى نهايته وقد بدأ حساب الزمن قديما ويقال أن الفضل للقدماء المصريين ببدايه حساب الوقت و الزمن عن طريق الظواهر السماويه و الجغرافيه

    إن الدين الإسلامي وصى على الإستفاده من الوقت والزمن بما ينفع الفرد و المجتمع الذي يعيش به الفرد وأن الزمن مستمر لا يتوقف حتى القيامه.. الذي يتوقف عمر الفرد ويتوقف فجأه لايعرف نهايه الأعمار
    غير الله سبحانه وتعالى ولذلك وصى الرسول بالعمل الصالح قبل أن ينتهي أعمارنا فجأه فقد ينتهي العمر داخل الأرحام أو ينتهي وهو طفل صغير أو شابا أو كهلا لا يعلم نهايه أعمارنا غير خالق الأعمار
    و السؤال الذي يعصف بعقل الإنسان هل الزمن سيستمر بعد نهايه العالم و الولوج الى الأخرة أم أن هناك حسابات أخرى لا يعلمها غير الله سبحانه وتعالى
    إن عامل الزمن يختلف من كوكب لآخر فمثلا حساب السنة في كوكب أورانوس تساوي 82 سنة أرضية و السنة في كوكب نبتون تساوي 165 سنة أرضية
    إن عامل الزمن يتعلق به كل الأشياء سواء كانت المادية و الروحية و إن علمنا بالزمن لازال محدودا رغم التقدم في جميع العلوم
    دمت لنا فليسوفا معلما سيدي


    التعديل الأخير تم بواسطة طلعت محمود ; 03-17-2012 الساعة 02:21 AM

  7. #7
    د.محمد ابراهيم الدسوقى
    زائر
    الأديب الفيلسوف / محمود عباس مسعود
    هناك كتابات تقرأ وتنسى وهناك كتابات تحفر بصمة فى الذاكرة ---- لقد إستمتعت بهذه الوجبة الرائعة وإزداد استمتاعى بما تناوله استاذنا الدكتور محمد حسن كامل والاديبة /دينامو الاتحاد عبير البرازى والاستاذ عادل سلطانى والزميل طلعت محمود ----
    أديبنا الكبير ---ليس عندى سوى الصمت الجميل لأستمتع مرة أخرى بما طُرح ----
    وليس لى تعليق سوى " الله الله على عظمة الحوار " -----
    تحياتى وتقديرى وإمتنانى لطرحكم الجميل



  8. #8
    سفير اتحاد الكتاب والمثقفين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    رقم العضوية
    72
    المشاركات
    2,058
    الأستاذة المقدّرة الأديبة

    عبير البرازي

    الشاعر الفذ والصديق العزيز

    عادل سلطاني

    الأديب الألمعي الأستاذ

    طلعت محمود

    الدكتور الرائع

    محمد ابراهيم الدسوقي

    أشكركم من أعماق القلب على ما جادت به مشاعركم الطيبة
    وأقلامكم القديرة وأستميحكم عذراً على هذا الرد الجماعي
    نظراً لضيق الوقت، إنما أود أن أؤكد لكم
    أنني ممتن غاية الإمتنان لاهتمامكم المشكور وأسأله تعالى
    أن يحفظكم ويديم عليكم نوره وعلمه وبركاته
    مع خالص مودتي ووافر تقديري
    وعليكم السلام ورحمته تعالى وبركاته




    .



  9. #9
    عبير
    زائر




























  10. #10
    عبير
    زائر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

















  11. 11aa
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شظايا الزمن
    بواسطة روعة محسن الدندن في المنتدى الخاطرة / عبير منون
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2018, 03:45 PM
  2. مشنقة الزمن
    بواسطة جميلة نيال في المنتدى الشعر الحر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2018, 11:05 AM
  3. خطوات الزمن
    بواسطة جميلة نيال في المنتدى الشعر الحر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-02-2017, 02:14 AM
  4. عودة الزمن
    بواسطة روعة محسن الدندن في المنتدى الخاطرة / عبير منون
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-12-2017, 11:53 PM
  5. ما هو الزمن؟
    بواسطة عبير في المنتدى لائحة الشرف للموضوعات المتميزة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-23-2015, 03:08 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •