(( عبير المعداوي ))
مما لاشك فيه ان علماء العرب هم حملة مشعل النور من الحضارة العربية الاسلامية إلى غيرها من الحضارات , وكذلك العكس من حضارات الغرب إلى الشرق , ولعل تلقيح الفكر الإسلامي بلغات أعجمية و
بشخصيات مسلمة من أصول أعجمية فاهو صهيب الرومي , وسلمان الفارسي وغيرهم ممن ساهموا في إثراء الحركة الفكرية المعاصرة لنشر الدين والإسلام , وأتسعت رقعة بلاد المسلمين في ارض لم
تغيب فيها الشمس , وأشتدت حركة الترجمة واستقام عودها وراح غير العرب من آعلام العرب يساهمون بتلقيح ثقافي جديد يقوي العامود الفقري للغة العربية وتألقها بين نظيرتها من اللغات الأخرى والأمثلة
كثيرة على سبيل المثال لا الحصر :
الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد يعقوب بن إسحاق الكندي والبيروني والخوارزمي صاحب الخورزميات وغيرهم إلا أن نكران الجميل وإهمال سيرهم كان من نصيبهم حتى جهلهم أحفادهم وصارت سيرتهم
وعلمهم غريب علينا ويعرفهم غيرنا جيدا ولا زالوا يستفيدون من علومهم وبأفكارهم وجهدهم يحصلون على الدرجات العلمية العالية والجوائز وكثيرا منهم جاحدون وقليل المنصفون.وان الفرق بين علماء أوروبا
الذين صنعوا النهضة الحديثة التي يشهدها العالم وبين باقي معاصريهم هو مقدار إطلاع العلماء على علم وكتب وأفكار علماء المسلمين فلقد كان في عصرهم العلم عربي ثم ترجم ونقل من أسبانياو صقلية
وأثناء الحروب الصليبية لأوربا فوعوه وحفظوه وأبدعوا فيه في الوقت الذي دخل فيه المسلمون في العصور الحديثة في سبات ونوم عميق وإنصاف العلماء واجب ورد الفضل لأهله ضرورة والفضل أولا وأخيرا لله ويجب
على كل محب للعلم أن يقدر العلماء المسلمون حق قدرهم ويعترف بفضلهم ووفضل معاصريهم من العلماء العرب أتباع الديانات الأخرى الذين ساهموا في الحضارة الإسلامية فلقد كانوا علماء موسوعيون فلا
تعجب لتكرار العالم في أكثر من تخصص على خلاف علماء اليوم فتجد العالم منهم يبدأ بتعلم علوم الدين واللغة وغالبا ما يكون حافظا للقرآن (حفظه الكندي وعنده خمسة عشر عاما كمثال) ثم تجده فيلسوفاً
ورياضياً وفيزيائياً وطبيباً وجغرافياً أو فلكياً وموسيقياً باستثناء العالم الطبيب ابن زهر وإليك قائمة ببعض علماء المسلمين مصنفة حسب التخصص وعلى أساس الترتيب الزمني حسب القرون.
ومن ثم تربع الفكر العربي على قمة الفكر الإنساني , والغرب يدرك هذا ولا ينكره , ولكن تقاعس المؤسسات الثقافية العربية عن دورها الإعلامي كان من آسباب زوال البريق عن عرب الأمس الذين حملوا
مشاعل النور في وقت كانت أوروبا تغط في ثبات عميق من التأخر والجهل .
سيدتي :
ان العمل الذي تقومين به عمل عربي عروبي قومي , يسهم في جلي الحقيقة التي طُمست بتراب الماضي , وراحت معالمها تحت غبار الآيام .
فائق مودتي وتقديري
المفضلات