الجوهرة
ينعتون بها الأفاضل من الرجال والنساء
وقد اعتـُبرت من أنفس مقتنيات الأباطرة
والملوك والأمراء والأثرياء على مر العصور
لأجلها شـُنت حروب
وكانت من ضمن شروط السلام.
حيكت حولها الأساطير
واقترن لفظها بشيء غاية في الجمال والقيمة والقيم
وحلم بالعثور عليها كثيرون
فحفروا أنفاقاً في باطن الأرض
بحثاً عنها وكأنها إكسير الحياة.
ولقد فكرتُ في طبيعتها
وقرنتُ جوهرها بعناصر غير مادية
فتبادر إلى ذهني أن الجوهرة التقليدية بحد ذاتها
لا تلبي احتياجات الإنسان الحيوية والمباشرة
إذ قد يمتلك جوهرة وتتقطع مع ذلك به السبل
حيث لا ماء ولا زاد
فتفقد الجوهرة قيمتها
ويشتهي بدلاً منها كسرة خبز أو جرعة ماء.
وقد يكون لديه العديد منها فلا ترد عنه المرض
ولا تخفف عنه المصائب
ولا تجلب له السعادة
حتى لو ملأ بها جيوبه والأكياس..
وقد تُسرق منه فينفطر عليها قلبه
ولا يهنأ له عيش بدونها.
الجوهرة في تقديري هي ذات كيان لا مادي
ومن هنا مصطلح "الجوهر"
الذي لا يقبل الإختزال ولا يخضع للفساد
وهذا الجوهر هو عميم النفع لمن يمتلكه
بحيث أن امتلاك الجواهر المادية التي نحن بصددها
لا يقارن بحيازة الجوهر الذي يهب لصاحبه
بهجة متجددة
ومشاعر لذيذة
وحيوية لا تعرف الوهن
ورؤية واضحة
ونشاطاً فواراً
وسلاماً منعشاً
وإلى ذلك مكانه مأمون
أكثر من الكنز المصون
ومن خزائن الدر المكنون
والسلام عليكم
محمود عباس مسعود
ساهم معنا في نشر الموضوع
المفضلات